الثلاثاء، 7 سبتمبر 2010

فروع الفلسفة

اولا المنطق

خلق الله الإنسان مفطوراً على قوة التفكير، بما منحه من قوّة عاقلة مفكرة، لا كباقي الكائنات، فلا فرق بين إنسان وإنسان آخر سواء اختلفوا بالزمان أو المكان أو العِرق أو اللغة، ومن هنا اهتمّ (علم المنطق) منذ القدم بدراسة القواعد العامة التي يعمل طبقاً لها العقل البشري عند قيامه بعمليّة التفكير.
إنّ (علم المنطق) هو العلم الذي يدرس القواعد العامة للتفكير الصحيح من جهة، ومن جهة أخرى هو الأداة التي يستعين بها الإنسان على العصمة من الخطأ، والتي ترشده إلى تصحيح أفكاره، فكما أنّ النحو والصرف لا يُعلّمان الإنسان النطق وإنّما يعلّمانه تصحيح النُطق، فكذلك عِلم المنطق لا يُعلّم الإنسان التفكير بل يرشده إلى تصحيح التفكير.
لقد وضعت القواعد الأولى لعلم المنطق في قبل 3000 سنة تقريباً، من قبل أرسطو، والجدير بالذكر أنّ القواعد التي ضمّنها أرسطو حين صنّف أوّل مُصنّف في علم المنطق، ما زالت هي القواعدالأساسيّة لهذا العلم ولم تفقد قيمتها أو تُبطل، مع أنها تعود إلى أكثر من 3000 عام كما ستتعرف على ذلك في المراحل التاريخية لعلم المنطق.

اختلفت آراء علماء الإسلام وموقفهم من المنطق. والسبب في ذلك أن علم المنطق عبر التاريخ نحى منحى متشككا في الدين في الجملة، وبدلا من تركيز علم المنطق على تعليم الناس كيف يفكرون بطريقة صحيحة، في أمور حياتهم اليومية ونقاشاتهم العلمية، تحول علم المنطق إلى أداة بيد البعض للتشكيك في الأديان وصحتها، وحقيقة الله ووجوده. (انظر كتاب نقد المنطق)
يعتبر علم المنطق في طليعة العلوم العقلية التي أفرزتها الحضارة الإغريقية، وفي طليعة العلوم التي انتشرت انتشاراً واسعاً لدى الحضارات الأخرى، وخصوصاً الحضارة الإسلاميّة لكونها تؤمن بالأهميّة البالغة للعقل، حيث حثّ القرآن كثيراً على العقل والتعقل والتفكير والتأمل، كما في الآيات:
{إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً }[1]
و كذلك: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَأوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } [2]
وكذلك :{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ } [3]
وغيرها من الآيات الكثيرة التي تتحدث في هذا المجال.
ومع أنّ هذا العلم علم عريق وقديم إلاّ أننا نرى أنه لا يزال في طليعة العلوم التي ما فتأت تنال حظاً وافراً في عالم التعليم والبحث، لاسيّما عند الدارسين للعلوم الدينية لمختلف الأديان السماوية بشكل عام وعند الحوزات العلمية الشيعية بشكل خاص، وكذلك عند الباحثين في الرياضيات، وعند الفلاسفة. ويرجع هذا لما له من أهمية علمية تتمثل في افتقار العلوم كافة إليه باعتباره علماً آلياً لها.

الغاية من علم المنطق

من الواضح أنّ جميع العلوم هي نتاج التفكير الإنساني، ومن الواضح أيضاً أنّ الإنسان حينما يفكّر قد يهتدي إلى نتائج صحيحة ومقبولة وقد ينتهي إلى نتائج خاطئة وغير مقبولة. فالتفكير الإنساني -إذن- معرّض بطبيعته للخطأ والصواب، ولأجل أن يكون التفكير سليماً وتكون نتائجه صحيحة، أصبح الإنسان بحاجة إلى قواعد عامة تهيء له مجال التفكير الصحيح متى سار على ضوئها.
أنّنا بتعلّمنا قواعد المنطق نستطيع أن ننقد الأفكار والنظريّات العلميّة فنتبيّن أنواع الخطأ الواقع فيها ونتعرّف على أسبابها.
أنّنا نستطيع أن نميّز المناهج العلميّة السليمة التي تؤدي إلى نتائج صحيحة من المناهج العلميّة غير السليمة التي تؤدي إلى نتائج غير صحيحة.
أنّنا نستطيع أن نفرّق بين قوانين العلوم المختلفة وأن نقارن بينها ببيان مواطن الإلتقاء والشبه ومواطن الإختلاف والإفتراق.
[عدل]تاريخ علم المنطق

إنّ أهم المراحل التاريخية التي مرّ بها هذا العلم فهي:
أرسطو طاليس (384- 322 ق.م) : لقد كان أرسطو الفيلسوف الإغريقي أول من هذّبَ علم المنطق ورتب مسائله وفصوله، وأول من ألف فيه وتعرف مجموعة ملفاته بـ (الأورغان Organon)، وهي تضم الكتب التالية:(كتاب المقولات - كتاب العبارة - كتاب التحليلات الأولى - كتاب التحليلات الثانية - كتاب الجدل - كتاب السفسطة)، ويضاف إليها: (كتاب الخطابة - كتاب الشعر). لقب أرسطو بـ (المعلم الأول)، وذلك بسبب اهتماماته في خدمة هذا العلم. ولقد ترجمت كتب أرسطو في المنطق إلى العربية في القرن الثاني الهجري، وقيل في القرن الأول، من قبل النقلة السريان وأشهرهم إسحاق بن حنين (ت 950 م)وهو الذي ترجم كتاب المقولات.
فرفوريوس من أهالي مدينة صور الساحلية الواقعة في جنوب لبنان (233- 304 ق.م) : ألف فرفوريوس كتابه الموسوم بـ (إيساغوجي Isagoge) وهي كلمة يونانية تعني (المدخل) وهو الاسم الثاني لهذا الكتاب، لأنه يبحث في الكليّات الخمسة، ونقله إلى العربية أبو عثمان الدمشيقي في القرن التاسع الميلادي، واختصره أثير الدين المفضل بن عمر الأبهري (ت 663 هـ.ق = 1264).
لقي علم المنطق العناية الفائقة في العالم الإسلامي، وأشهر من أولى المنطق تلك العناية من فلاسفة العرب وأعلامهم أبو نصر الفارابي (950م). ولُقِّب لذلك بـ(المعلم الثاني).
ينسب إلى جالينوس (ت سنة 160 م)أنه أضاف الشكل الرابع إلى الأشكال الثلاثة.
تبع الفارابي في اهتمامه بالمنطق الشيخ الرئيس ابن سينا (980-1037 م).
قام أبو حامد الغزالي (ت سنة 505هـ - 1111 م) بمزج علم المنطق بعلوم المسلمين، حتى صار من مقدّمات الاجتهاد عند الكثير منهم.
أهم الكتب العربية المؤلّفة في علم المنطق

الشفاء، لابن سينا، وهو باللغة العربية، ويتعبر الجزء المتعلّق بالبرهان أهم ما في هذا الكتاب حيث لا زال يدرّس للمتخصصين في المنطق حتى الآن.
الإشارات والتنبيهات، لابن سينا، وهو باللغة العربية، وقد شرحه العالم الشيعي الكبير الخواجة نصير الدين الطوسي، وعلّق على هذا الشرح قطب الدين الرازي


المنطق الرمزي

يقال عادة أن المنطق الرمزى هو نمط جديد من الدراسات المنطقية جاء نتيجة التطورات العلمية الحديثة، وخاصة فى مجال الرياضيات، أو هو طريقة فنية جديدة لا نستطيع أن نعود بها تاريخيا إلى أبعد من منتصف القرن التاسع عشر على وجه التقريب...
ولكن هذه الدراسة لم تأخذ مكانها بين الدراسات المنطقية إلا منذ الربع الأول من القرن العشرين، ومع أن هذا القول يمكن أن يكون موضع نقاش فإننا فى الواقع لا نكاد نجد – قبل القرن التاسع عشر – شيئا يذكر عما نصطلح عليه اليوم بإسم (المنطق الرمزى).
ولو عثرنا على بعض الأفكار التى قد تكون متصلة بهذا النوع من الدراسة للاحظنا أنها فى غالب الأمر أفكار عامة على وجه يصعب معه القول أنها أساس المنطق الرمزى كما نعرفه اليوم.
والقارىء للكتابات المنطقية والفلسفية فى الأرباع الثلاثة الماضية من القرن العشرين يلاحظ موقفين متناقضين تجاه المنطق الرمزى:
إتجاه يؤيد هذا النوع من الدراسة ويرى فيه الطريق الصحيح لتقدم المنطق بشكل خاص والفلسفة بشكل عام، وكان معظم الممثلين لهذا الإتجاه من الرياضيين المناطقة.

وإتجاه آخر – يمثله الفلاسفة التقليديون – يعارض هذا النمط من المنطق ولا يرى فيه الطابع الفلسفى المطلوب فى المنطق، ذلك الطابع الذى نلمسه فى المنطق الصورى.
ولكن يبدو أن أن الإتجاه الأول هو الإتجاه السائد اليوم بين المشتغلين بالدراسات المنطقية، بل أصبح المنطق الرمزى بالنسبة لبعض الموضوعات الفلسفية هو الطريقة الفنية لصياغة قضاياها والتعبير الدقيق عنها.
أما بالنسبة لنا – نحن العرب – فمازال المنطق الرمزى موضوعا غريبا إلى حد ما، فنحن لم نألفه بعد، ولم نشعر حتى الآن أننا متعاطفون معه بالقدر الذى نتعاطف به نحو الفلسفة التقليدية والمنطق الصورى.
وقد لا يرجع ذلك إلى عيب فى هذا النوع من المنطق، بل إلى حداثته بالنسبة لنا، إذ لم يجد مكانا له فى جامعاتنا إلا منذ سنوات قليلة جدا، كما لم يجد له بين المشتغلين بالدراسات الفلسفية إلا عددا ضئيلا من المهتمين، نظرا لصعوبته وتجريده وظهوره بصورة أقرب إلى تخصص الرياضيين منه إلى تخصص الفلاسفة.

وإننى فى هذا البحث لا أهدف من ورائه إلى عرض مفصل لموضوعات المنطق الرمزى، بل كل ما أهدف إليه هو تعريف القارىء بهذا النمط من الدراسة بأكبر قدر من الوضوح، وبأبسط طريقة يمكن أن نقدم بها هذا التعريف.
ولكن لا يخفى على القارىء هنا أن الوضوح والبساطة هما أمران نسبيان، لأنهما يتوقفان على طبيعة الموضوع الذى يتحدث عنه المرء. ونحن هنا إذ كنا ندعى أننا سنتوخى البساطة فى العرض ووضوح الفكرة، فإننا فى الواقع أننا سنحاول قدر الجهد أن نحقق ذلك بالنسبة لهذا الفرع غير البسيط فى طبيعته ولغته.
ولهذا فسأحاول أن أعرض بشكل مبسط لتعريف المنطق الرمزى، والأهداف التى يرمى إلى تحقيقها، مع إشارة تاريخية إلى تطور هذه الدراسة، ثم نحاول بعد ذلك تقديم عرض مبسط لموضوعات المنطق الرمزى الأساسية، كما سنقوم بتقديم نموذج للنمط الإستنباطى.

خصائص المنطق الرمزى – 

اللغة المنطقية الرمزية

وهى لغة مصطنعة وضعها علماء المنطق لتحقيق أغراض المنطق أساسا، ويطلق على هذه اللغة إسم (اللغة المنطقية)، وغير ذلك من أسماء.
ولهذه اللغة أهمية كبرى فى صياغة مبادىء المنطق وحُججه، ولكنها عديمة الأهمية فى الحياة اليومية.

وهذه اللغة قادرة على الوفاء بأغراض التعبير الدقيق عن الأفكار والمفاهيم، حيث تعجز اللغة العادية عن ذلك، مما يؤدى إلى أخطاء منطقية وفلسفية خطيرة، وبعبارة أخرى، فإن اللغة المنطقية الرمزية هى قوة تعبيرية فى المسائل التى تحتاج إلى دقة لا يمكن إلتماسها فى اللغات الطبيعية.
والواقع أن إستخدام لغة خاصة ورموز خاصة مقابل الرموز المألوفة وهى الألفاظ، هو أمر ملائم من الناحية العملية، وإن لم يكن أمرا ضروريا ضرورة منطقية، فليس ثمة قضية فى المنطق أو الرياضيات لا يمكن التعبير عنها فى اللغة الجارية على الإطلاق، ولكن من المستحيل عمليا تحقيق أى تقدم فى الرياضيات والمنطق دون إستخدام رموز ملائمة، تماما كما لايمكن مباشرة التجارة الحديثة بدون إستخدام الشيكات والدفاتر المصرفية.
ولعل فى تاريخ الرياضيات ما يوضح لنا هذه الحقيقة، فقد كان علم الحساب – فى بداية الأمر – مفتقرا إلى وسيط أكثر ملائمة من اللغة الجارية، إذ لم يكن لدى قدماء الرياضيين من الإغريق رمز للصفر، وكانوا يستخدمون الحروف الأبجدية للأعداد الأخرى.
وكان من نتيجة ذلك إستحالة وضع أى قاعدة للقسمة، بل كان يتم ذلك بمجرد تقديم مثال من الأمثلة.
وكانت العمليات الحسابية التى يستطيع أن يقوم بها أى طفل فى السادسة من عمره فى اللغة الرمزية الحديثة ترهق أذهان الرياضيين الذكية أيام بركليز.
وما كان يمكن أن تحرز كثير من فروع الرياضيات أى تقدم مالم تأخذ بلغة رمزية جديدة، لأن الذهن البشرى لا يمكن أن يدرك طبيعة عملياتها فى حدود اللغة الجارية.
ومن هنا ندرك الأهمية الكبيرة لإستخدام اللغة الرمزية فى المنطق، لأن أهميتها هنا شبيهة بأهميتها فى مجال الرياضيات، ولتوضيح تلك الأهمية نذكر المثال التالى، لنفرض أن أمامك المسألة التالية:
لو كان زيد أصغر بست سنوات، لكان سنه ضعف سن عمرو عندما كان عمرو أصغر بست سنوات، ولو كان زيد أكبر بتسع سنوات لكان سنه ثلاثة أضعاف سن عمرو عندما كان عمرو أصغر بأربعة سنوات
فإذا حاولت أن تحل هذه المسألة مباشرة بإجراء عمليات الجمع والطرح، والبحث عن كل حالات (لو)، فإنك بعد فترة قصيرة تصاب بنوع من الدوخة وكأنك تركب أرجوحة، ولكن لتأخذ بعد ذلك قلما وورقة وترمز إلى سن زيد بالرمز (س)، وإلى سن عمرو بالرمز (ص)، ولتكتب المعادلات الناتجة وتحلها بالطريقة التى تعلمتها فى المدرسة الثانوية، وعندئذ فإنك سوف تدرك قيمة اللغة الرمزية الجديدة.
وينطوى المنطق بدوره على مشكلات مماثلة، فلتتأمل معى المثال التالى:
لو كانت كليوباترا حية عام 1938 ولم تكن متزوجة من هتلر ولا من موسيلينى
فإنك تستطيع بإستخدام الرموز بالطريقة التى تعلمت بها إستخدام (س، ص)أن تعرف أن هذه الجملة تعنى أنه:
لو كانت كليوباترا حية فى عام 1938 لتزوجت إما هتلر أو موسولينى
وليس لهذا التصريح أهمية تاريخية كبرى، ولكنه يوضح فائدة الأسلوب الفنى الرمزى.

واللغة المنطقية الرمزية لا تساعدنا على حل المشكلات فحسب، بل تساعدنا أيضا على التعبير الدقيق عن كل خطوة من خطوات الحل، بل تساعدنا أيضا على التعبير الدقيق عن كل خطوة من خطوات الحل فى المسألة، بمعنى أنها توفر الدقة المطلوبة للتفكير المنطقى الصحيح بدرجة لا يمكن توافرهافى اللغة العادية كما أشرنا إلى ذلك.
هذا فضلا عما تتيحه هذه اللغة من الإقتصاد فى التفكير، ومن شأن هذا أن يجعل من الممكن عمل إستدلالات معقدة.
وللغة المنطقية الرمزية أهمية كبيرة فى سمة علمية لابد من توافرها فى أعى علم متقدم، وهى التخلص من الجانب السيكولوجى الذى إرتبط بالمنطق قرونا عديدة، فمن شأن إستخدام اللغة أن تمكن المنطق من أن يستبعد من مجاله جميع الإعتبارات السيكولوجية والمعرفية، ويكون إهتمامه منصبا على تحليل صواب القوانين المنطقية الصورية الخالصة، وهذا ما يعطى للمنطق الرمزى أحد ملامح التفكير العلمى.

إن الإستخدام الموسع للغة المنطقية الرمزية يكشف عن الكثير مما هو جديد وهام، بحيث يصبح المنطق الرمزى دراسة أكثر عمقا وإمتدادا مما كان عليه المنطق التقليدى، فتتكشف تطبيقات جديدة للمبادىء التى يتم التسليم بها، وينكشف اللبس والأخطاء التى كانت تمر فيما مضى دون أن يلاحظها أحد، وتنمحى بذلك من مجال المنطق، كما تقام التعميمات الجديدة التى ما كان لها أن تجد لها تعبيرا واضحا بدون صياغة رمزية دقيقة ومحكمة، فيصبح المنطق بذلك أوسع مجالا، ويدخل فى علاقات جديدة مع العلوم الأخرى الدقيقة مثل الرياضيات.
وفضلا عن ذلك كله فإن اللغة المنطقية الرمزية تساعد على توضيح المعانى، وتزيد من القدرة على ممارسة التفكير المنطقى، ويحكى الفيلسوف الألمانى العبقرى (ريشنباخ) أن:
أحد تلاميذه كان قد أصيب فى حادث سيارة أثر على مخه تأثيرا بسيطا، فكان يشكو من صعوبة فى فهم الجمل المعقدة، فأعطاه ريشنباخ تمرينات من النوع الذى أشرنا إليه، وإستطاع أن يحلها بمساعدة اللغة الرمزية المنطقية، وبعد أسبوع أو إثنين أخبر أستاذه أن تفكيره قد طرأ عليه تحسن كبير.
إذن من شأن الترميز اللغوى أن يقتصد من التفكير والجهد، كما يمكنه أن يتيح عمل إستدلالات معقدة لا يمكن عملها بواسطة اللغة العادية، كما أن من طبيعة المنطق أن يكون دقيقا، ومن هنا تكون اللغة الرمزية هى أداة فعالة لإظهار هذا الطابع حتى تتحقق الأغراض المنطقية بالصورة المطلوبة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق