الاثنين، 25 أبريل 2011

الفرق بين الخطاب السياسي عند بوش الابن و باراك اوباما










المقدمة
المنهج التحليلي
أ.لغة الخطاب السياسي بين بوش و اوباما
ب.الخلفية الثقافية لكل من خطاب بوش و اوباما
ج. مضمون الخطاب السياسي عند بوش و اوباما
د.اوباما خدع الجمهور الاسلامي
الخاتمة
تعقيب
المراجع





المقدمة

يعد الخطاب السياسي لكل رئيس امريكي احد ابرز النقاط التي تقوم عليها سياسته نحو العالم بأسره فيما يتضمن هذا الخطاب من لغة ومضمون حيث امتازت الخطابات السياسية الامريكية بالخداع او بالتهديد او لخلق دعم من المجتمع الدولي نحو قضية معينة كل ذلك وفق مصالح الكيان الامريكي فقط ومن الضروري الاشارة الى ان كل رئيس امريكي ما هو الا اداة لتنفيذ خطط واستراتيجيات معينة نحو جميع القضايا المرتبطة بالمصلحة الامريكية العامة انما نرى صناع القرار في الولايات المتحدة الامريكية يبرزون ارائهم من وراء الستار بأي ثمن او على حساب اي شئ


لغة الخطاب السياسي بين بوش و اوباما


وبعد أحداث الحادي عشر من أيلول سبتمبر عام ( 2001) انكشف المستور في السياسة الأميركية نحو العرب ودينهم، إذ صاغت إدرة الرئيس السابق جورج بوش الإبن صورة نمطية غير حقيقية عن العرب والمسلمين، فصورتهم على أنهم مجموعات بشرية ترتحل في الصحراء تستند إلى ثقافة دينية تكره الأخر وتسعى لقتله وتدميره، وأن محاربة هؤلاء العرب هو من منطلق حماية الثقافة الأميركية ومكونها الديموقراطي، مستخدما في ذلك شعار الصليب فأضفى بعدا دينيا لهذا الصراع الذي أخذ طابعا وكأنه صراع بين الإسلام المنتج للإرهاب كما التصور الأميركي والمسيحية المنتجة للديموقراطية كما التصور ذاته.فازدات جراء ذلك العلاقات الأميركية العربية / الإسلامية انحدارا وأصبحت عدائية شمولية، حيث تبين للمستوى الشعبي العربي أن الصراع ديني وهو حرب على الإسلام كدين وثقافة.ولعل حادثة قذف الصحافي العراقي منتظر الزيدي لبوش نفسه بالحذاء أثناء زيارته الوداعية لبغداد، تلخص البعد الحقيقي للموقف الشعبي العربي /الإسلامي من الإدارة الأميركية وسياساتها في المنطقة العربية وحقيقة الصراع وعمقه بين الجانبين، سيما أن رمزية الحادثة تؤكد أن الصراع أبعد من كونه فقط سياسي عسكري اقتصادي كما ليست مجرد نتاج غضب آني انتجته ظروف مؤقتة، إذ أن ضربة الحذاء لن تؤدي إلى انسحاب أرتال الدبابات والجيوش ولن تهزم القوة العسكرية، وإنما لها دلالتها الثقافية ببعدها الأيديولوجي الرافض لإحلال المنتج الأميركي المقولب في شعارات الديموقراطية والحرية .فلم يعد موقف العربي من أمريكا مجرد غضب شعبي واحتقان مشاعر مرهون بحدث محدد أو ظرف زماني ومكاني مرتبط بوقائع معينة ينتهي بانتفاء المسبب.وإنما أضحى صراعا من أجل الحفاظ على الثقافة العربية بكل مكوناتها الدينية والتاريخية والاجتماعية، بعد انكشاف عداء أميركا للعرب عرقا وثقافة وعقيدة

وقبل أن ترحل إدارة بوش الإبن ورثت إدراة باراك اوباما إرثا معقدا وخطيرا، ليس فقط إرث سياسي اقتصادي عسكري غارق في ساحتي العراق وأفغانستان، وإنما أخطر من ذلك بكثير، وهو ثقافة أميركية مادية عدائية مشبعة بكره لثقافة روحية قيمية لأمة يتجاوز عددها مليار ونصف المليار نسمة.مما يجعل الإدارة الأميركية الجديدة في مواجهة صراع حضارات صراع بين القوة المادية وبين القوة الأخلاقية وليس صراع جيوش.وهو صراع ثبت أن الغلبة فيه لن تكون للتكنولوجيا والقوة الاقتصادية والقوة العسكرية المتطورة وثورة الاتصالات كما كان يتصور الرئيس الإميركي الأسبق جون كيندي ومن بعده جورج بوش الأب والإبن ، وإنما ثبت أن الغلبة فيه للقوة الثقافية ذات العمق الروحي ألأخلاقي.وإلا لماذا تستمر الحرب الإميركية على العراق منذ 2003 وعلى أفغنستان منذ 2001، وهما بلدان ضيعفان تكنولوجيا وعسكريا واتصاليا مقارنة بما تحوزه أميركا من كل ذلك ؟
أدرك باراك أوباما أن الفلسفة الأميركية المتوارثة المبينية على القوة العسكرية والاقتصادية والاتصالية، وأيضا على الاستعلاء والفوقية والنظر إلى الشعوب الأخرى وثقافاتها من منظار النميطية والتصورات المسبقة المختلقة فضلا عن أنه يمكن احتواؤها، لا يضمن للثقافة المادية الأميركية السيادة على ثقافة تستند على قيم روحية وأخلاقية وهي في هذا المقام الثقافة العربية الإسلامية.إذ تبين لإدارته أن إزالة الدولة في العراق وأفغانستان التي تمت تحت شعار نشر الديموقراطية والحرية، لم تجتث ثقافة الشعب العراقي والشعب الأفغاني التي وسمتها الرؤية الأميركية مسبقا بالتطرف والإرهاب، بل على العكس تماما فإن المكون الديني كان المرتكز لمقاومة المحتل الأمريكي.إن تباين الثقافات خصوصا التباين القيمي بين النفعي المادي من جهة والروحي الأخلاقي من جهة أخرى لا تقهره قوة عسكرية أو سيطرة إقتصادية أو إعلامية، وإنما يقلصه الحوار والجدال بالتي هي أحسن.وعليه فقد وجد باراك أوباما أن إدارته أمام تحد ثقافي خاصة أن الأذرع الخفية للثقافة الأميركية في المنطقة العربية من تيارات ليبرالية وعلمانية لم تنجح في تدعيم التوجه الأميركي بإضعاف الارتباط بين العربي وثقافته رغم الإنفاق المالي الهائل، فباتت الفلسفة الإميركية ورؤيتها للمنطقة على المحك وهي أقرب إلى الفشل، مما يجعل المصالح الإميركية مهددة فعلا وفي مقدمتها التصور العولمي للثقافة المادية الأميركية.لذا أتى أوباما إلى القاهرة وخاطب الثقافة العربية الإسلامية مباشرة وليس عبر النظام السياسي العربي.


بعولمة النص، أي الحضور الدائم والمكثف الواقعي والافتراضي للنص الثقافي الأمريكي في كل مناحي حياة الإنسان المعاصر باللطف أو العنف، وفلسفة هذه العولمة لا ترمي إلى تحقيق النمطية التمثالية بأسلوب واحد ووحيد، بل هي تقصد إلى عولمة المضامين أكثر من حرصها على عولمة الأشكال، أو بلغة اللسانيين - عولمة المدلولات - أكثر من عولمة الدوال، ومتى تيسر عولمة النص كاملاً دالاً ومدلولاً كان ذلك هو الغاية المرجوة لِتَسانُد الجميع في فعل
.



مضمون الخطاب السياسي عند بوش و اوباما

إذا قمنا بعمل مقارنة جادة بين بضاعة بوش وبضاعة أوباما في الشرق الأوسط سنكتشف حقيقية وهم التغيير الذي يجلبه الأخير لمنطقتنا. ويجمع الكثيرين من الباحثين والمفكرين الجادين على انه لا يوجد أي فارق جوهري وحقيقي بين كلاهما فيما يتعلق بمنطقتنا (بل وربما العالم). والفارق الوحيد هو في المنهج وليس في المضمون. ويمكننا ان نختصر هذا الفارق المنهجي في أنه بينما كان بوش يستخدام سياسية العصا وحدها فأن أوباما يريد ان يستخدم سياسية العصا والجزرة. ومضمون سياسة كلاهما واحد هو الحفاظ على المصالح الامبريالية في المنطقة ( دعم اسرائيل وحصار ايران وضمان سيطرة معقولة في منابع البترول أو على الأقل في سياسات الدول البترولية). وبينما أراد بوش حشد بالقوة أو بالغطرسة والحرب وحدهما، يريد أوباما ان يكون ذلك بالاقناع والدبلوماسية أيضاً. فيقول محمد حسنين هيكل مثلاً في حوراته في جريدة الشروق انه فارق في التعبير والخطاب وليس في السياسات. ويذكرنا عزمي بشارة في تعليقاته في قناة الجزيرة ان الفارق الشكلي الظاهر هو الانتقال من مرحلة «من ليس معنا فهو ضدنا» الى « المسايسة والاقناع،» ونضيف، وربما «الخداع
وفي مقال له بجريدة الشروق بتاريخ 6 يونيو الماضي حاول الباحث عمرو حمزاوي حصر التغيير بين سياسات بوش وأوباما في الأمور الأتية: 1) انهاء استخدام عبارة الحرب على الإرهاب، واستبدالها بكلمات مثل التطرف والعنف الديني والراديكالية، 2) استعداد اوباما للالتزام بالانسحاب من العراق وفقاً للجدول المعلن (القوات المقاتلة فى صيف 2010 وجميع القوات فى 2012) ودون الاحتفاظ بقواعد عسكرية هناك، 3) امتنع اوباما عن استخدام تعبير المنظمة الارهابية مع حماس، 4 ) شمولية مواجهة إدارته «للتنظيمات العنفية، التى تهدد الأمن القومى الأمريكى» وتجاوزها اعتماد بوش الأحادى على الأدوات العسكرية لتدمج بينها وبين البحث عن حلول سياسية والسعى إلى «تنمية المجتمعات والمناطق، التى تنشط بها القاعدة وغيره، 5) استمرار اوباما في التزامه بسياسة بوش الراغبة في دعم «الديمقراطية» وسيادة القانون في العالم، لكن على ان يكون ذلك بدون تدخل في شئون هذه الدول.
.واذا نظرنا لهذه الأمور سنجدها لا تحمل أي تغيير جوهري في السياسة الأمريكية كما أسلفنا بالإشارة. فما فائدة عدم وصف حماس بالمنظمة الارهابية بينما تشترط أمريكا عليها الاعتراف باسرائيل اولاً ونبذ حماس العنف ( أي التخلي عن المقاومة)؟ وما معنى الانسحاب من العراق (هذا إذا حدث حقاً ولم تترك أمريكا قواعد عسكرية) في حين أصبحت العراق من أهم مراكز المخابرات الأمريكية في العالم بعد بناء أكبر سفارات أمريكا في العالم وفي التاريخ بالعراق؟ وربما يحمل التخلي عن مسمى الحرب على الارهاب تغييراً كبيراً، لكن الادارة الأمريكية مستمرة في إعلان وصايتها على العالم بمحاربة ما تراه تطرف ديني. كما إن للولايات المتحدة أكثر من 737 قاعدة عسكرية في العالم ( لا تتضمن تلك التي في الشرق الأوسط)، وذلك حتى عام 2005 وفقاً لما أكده الباحث الأمريكي كلامرز جونسون في كتابه القيم
المعنون ب الكارثة: الأيام الأخيرة للجمهورية الأمريكية
(Nemesis: The Last Days of the American Republic ). أما إذا نظرنا لخطاب الإدارة الأمريكية عن إتباع سياسة الاقناع فيما يتعلق بحقوق الانسان والديمقراطية فهي تثبت أكثر مما تثبت براجماتية وعدم مبدأية حديث أمريكا عن الديمقراطية، لحاجة أمريكا الي الكثير من الديكتاتوريات لاتمام العديد من العمليات القذرة وحماية المصالح الأمريكية، كما هو واضح في الحالات المصرية والسعودية والأردنية في منطقتا العربية.
ويشير بعض الباحثين إلى ان الفارق الجوهري بين بوش وأوباما هو أن الأخير أعلن تراجعه عن منهج الانفرادية الامريكية في العلاقات الدولية، أو على حد تعبير أخرين أن أوباما يتبني منهج القوة الذكية (
ونعتقد أنه اذا كان هناك أي فارق أساسي بين إدارتي بوش وأوباما فهو فارق أيديولوچي يتمثل في الانتقال من فكر المحافظين الجدد المتطرف عقائدياً إلي فكر الديمقراطيين البراجماتي. وهذا ما قد أكد عليه المفكر الفلسطيني عزمي بشارة في حواراته المشار اليها. ونعتقد إن هذا الفارق له نتائج عملية وخطيرة في إدارة الامبريالية بالعالم، وخاصة في منطقتنا، بالرغم من عدم وجود فارق جوهري في السياسات بين بوش وأوباما. وأهم نتائج هذا الاختلاف هو انتشار بعض الأوهام حول اتباع الامبريالية سياسات الاقناع بدلاً من القوة. ومن أهم التعبيرات التي تستخدمها ادارة أوباما مثلاً فيما يتعلق بالشرق الأوسط هي ان الادارة ترغب في الوصول الى قلوب وعقول (
Soft Power) وليس القوة العنيفة (Tough Power) في العلاقات الدولية، وفقاً لنظرية الفيلسوف السياسي الأمريكي جوزيف ناي. وإذا نظرنا لهذا الاختلاف ـ بين إدارتي بوش وأوباما ـ من منظور الطبقات الحاكمة الأوروبية أو في منطقتنا لربما رأينا ان هذا أمراً جوهرياً ويمثل نقلة نوعية في العلاقات الدولية. لكن اذا نظرنا للأمر من وجهة نظر الشعوب المضطهدة في مصر وغيرها والمُستعمرَة مثل الشعب الفلسطيني والعراقي، لن يعنينا هذا الفارق كثيراً. فالطبقات الحاكمة المتنافسة مع الامبريالية أو التي تعمل معها بالوكالة أو كزبون دائم لها يهمها التشاور في أمور كعكة الظلم والنهب الدولية. إما بالنسبة للشعوب المضطهدة فأن الانتقال من مرحلة الانفرادية في العلاقات الدولية لأخرى تعددية لا يحمل أي جديد جوهري بالنسبة لها. مصائر الشعوب تحددها صراعاتها ونضالاتها ضد كل هذه طبقاتها الحاكمة الظالمة، سواء كانت تلك الطبقات تتشاور معاً في أمور الكعكة الدولية أو كانت تتلقى الأوامر الإمبريالية بدون تشاور.hearts and minds)شباب العالم العربي والعالم الاسلامي قبل انضمامهم للتنظيمات «العنيفة.» التفكير البراجماتي هو سر الحديث المكثف من قبل الادارة الأمريكية هذه الأيام على تحسين صورة أمريكا. وهذا هو سر تواصل مهرجانات الدعاية، أي خطابات أوباما المتواصلة للعالم الإسلامي. والقضية هنا ليست في التعبيرات ولكن في إن سياسات الاقناع يمكن أن توحي بديمقراطية العلاقات الدولية. كما انها تعطي فرصة كبيرة للمناورة والخداع من قبل حكام منطقتنا وحكام العالم. وكما إن المنهج الجديد يمثل فرصة لتصدير وهم السلام الأمريكي، فهو الذي لا يختلف في مضمونه عن إمبريالية بوش قيد إنملة. وخطورة عدم الاهتمام بهذا الفارق الايديولوچي بين بوش وأوباما هو عدم الانتباه إلى إن الفارق بينهم هو ان اوباما يمثل الإمبريالية وهى أكثر حرية في الحركة في العالم بعد إيهام العالم بإنتهاء الحرب ( ومن ثم تريد امريكا اقناعنا بانه لا داعي لحركة مناهضة الحرب ومناهضة الامبريالية). كما إن إمبريالية أوباما أيضاً هي امبريالية خبيثة تستخدم اوهام بعض المخدوعين من اليساريين وغيرهم الذين يصدقون المسحة الاجتماعية والانسانية ل»تغيير» أوباما.
وفي الحوار المطول الذي أجرته جريدة الشروق معه قال هيكل بأن تغيير السياسات الأمريكية مكانه الكونجرس وليس جامعة القاهرة. كما أشار الى ان الدولة الأمريكية لا تدار فقط من مؤسسة الرئاسة وإلى نفوذ ما يعرف بالمجمع الصناعي العسكري
(Military Industrial Complex). وهذا صحيح. وعلينا ان نتذكر ان ادارة اوباما لم ولا تطالب بتخفيض الميزانية العسكرية. أن أوباما كان أول رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يبقي على وزير للدفاع من الحزب المعارض له. ووزير الدفاع هو وزير الحرب. كما ان أوباما طالب بزيادة الميزانية واستمرار الحرب في أفغانستان، وفي الوقت الراهن كان كل ما قام به هو تقليل بسيط لميزانية الحرب في العراق! ومن المعروف إن نفوذ المجمع الصناعي العسكري الأمريكي على درجة كبيرة من الرسوخ في المجتمع الأمريكي ( وهو أمر ليس بجديد، وليست مفارقة ان هذا النفوذ موجود منذ أيزنهاور نفسه والذي نبه المجتمع الأمريكي لخطورة هذا النفوذ).
ووفقاً لبعض الاحصاءات المنشورة في موقع (
.وعلى ذلك فإن النخبة العسكرية والصناعية والسياسية ( في الكونجرس وفي الحكومة) تستفيد إستفادة مباشرة من الانفاق العسكري. والاستفادة هنا ليست مالية فقط، حيث تستفيد كل الطبقة الحاكمة في واشنطن من الآلة العسكرية الأمريكية. لكنها أيضاً استفادة على المستوى الايديولوجي أيضاً بمعني حماية مصالح الرأسمالية والإمبريالية الأمريكية بصفةعامة. وجوهر هذه الاستفادة هو رسوخ الاعتقاد بأن سيطرة الآلة العسكرية الأمريكية على العالم هى مسألة ضرورية لحماية مصالح الشركات الرأسمالية الكبرى. أوباما لايستطيع تحدي هذه الآلة وهذا الرسوخ الآيدولوچي، فأوباما هو أبن الطبقة الحاكمة الأمريكية والنظام الأمريكي، مهما حاول ارتداء قناع جالب التغيير لهذا النظام
OpenSecrets.org) فأن هناك عدد 151 عضو على الأقل من أعضاء الكونجرس لديهم استثمارات لا تقل عن حوالي 200 مليون دولار في شركات عسكرية في عام 2006. كما قد ساهمت كثير من شركات المقاولات العسكرية أو الشركات الرأسمالية الكبرى التى تتعامل مع الجيش في انتخابات الكونجرس عام 2008. وكما أشارت مقال للباحث بيتر فيلبس في موقع زد نت (ZNet ) ) بتاريخ 21 فبراير الماضي على سبيل المثال فقط فقد دفعت شركة لوكييد مارتن (Lockheed Martin ) ما لا يقل عن مبلغ 2 مليون و 600 الف دولار، بنسبة 49 % للديمقراطيين وبنسبة 51 للجمهوريين، كما دفعت شركة بوينج أكثر من 2 مليون وربع المليون دولار لحملتي الحزبين، كان نصيب الحزب الديمقراطي منهم ما لايقل عن 58 %. أما شركة جنرال ديناميك فقد ساهمت بما يقرب من مبلغ ال 2 مليون دولار للحزبين الرئيسيين. كما دفعت مؤسسة نورثروب جرومان (Northrop Grumman) ما يزيد على مبلغ ال 20 مليون دولار كمرتبات ومصروفات للشركات المتخصصة في عمل الضغط على الكونجرس عام 2008. كما دفعت مؤسسة (Raytheon ) مبلغ 6 مليون لذات السبب وفي ذات الفترة. ويؤكد كثير من الباحثين ان نانسي بيلوسي نفسها، الديمقراطية ورئيسة مجلس النواب حالياً، تعتبر أكبر مرشحة قد حصلت على تبرعات من جماعات الضغط في الدورة الانتخابية الاخيرة

اوباما خدع الجمهور الاسلامي

إن قراءة تحليلية موضوعية لخطاب باراك أوباما في القاهرة في 4/6/2009، تقتضي منهجية علمية لتحليل نص الخطاب، ليتسنى فهم سياقه التاريخي الموضوعي، خاصة أن الخطاب جاء في ظل مرحلة حاسمة في العلاقات العربية الإسلامية من جهة والأميركية من جهة أخرى، التي تجاوزت حدود الخلاف السياسي لتمتد إلى الرؤية الأميركية للمنطقة العربية الإسلامية وإعادة صياغة ثقافتها، مما أبان عن التناقض الثقافي بين العربي / المسلم المتمسك بثقافته الأصيلة المتوارثة ذات القيم الروحية والأخلاقية، والأمريكي القادم إلى المنطقة برؤية ثقافية مغايرة محملة على رياح العولمة والمعززة بقوة اقتصادية وعسكرية واتصالية متطورة
.
فخطاب أوباما في القاهرة ليس خطابا سياسيا فحسب يأتي في إطار جدل سياسي عربي _ أمريكي حول مواقف سياسية أو صراعات جيوسياسية قائمة في المنطقة، وإن كان هذا كذلك أيضا، كما أن الخطاب ليس مجرد خطاب لرئيس دولة عظمى جديد يقصد مجاملة شعوب منطقة تمثل مرتكزا سياسيا واقتصاديا وعسكريا للإستراتيجية الأميركية.وإنما هو خطاب له دلالات أعمق وأبعد من ذلك تصل إلى الجوهر الثقافي الحضاري المتمايز بين الجانبين، والذي شكل ذلك بؤر صراع عربي/ إسلامي أمريكي منذ ستين عاما، وصلت ذروتها في أعقاب أحداث الحادي عشر من أيلول / سبتمبر عام 2001، حينما أقحم صراحة وعلنا الدين الإسلامي والثقافة الإسلامية كمحور لهذا الصراع.
إن الخطاب تعرض لقضايا صعبة سياسية واقتصادية حينما تناول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والتنمية في العالم الثالث، والتسلح النووي، ولكنه في ذات الوقت غاص في عمق الجوهر الإنساني تفكيرا ونفسيا حينما تعرض مطولا لصراع الحضارات والتسامح الديني، وكان أيضا استشرافا للمستقبل حينما خاطب المرأة والشباب لأنهما المسؤلان عن بناء مجتمع إنساني بعيد عن الصراع والكراهية.
تتسم العلاقات العربية/الإسلامية الأميركية منذ الستين عاما الماضية، بعدم الثابت، فهي تخضع في أغلب الأحايين للمتغير، وإن كانت أحيانا ولفترات قصيرة تشهد استقرارا.والشعب العربي بمعظم مكوناته السياسية والحزبية والثقافية، فاقد للثقة في الإدارات الأميركية المتعاقبة لأسباب عديدة منها
(1)_
أن المصالح الإميركية في المنطقة العربية تشكل فقط معايير تعامل الإدارة الأميركية مع النظام السياسي العربي والشعب العربي وليس المصالح المشتركة بين الجانبين بما يضمن تحقيق توازن في هذه المصالح، يقود إلى تدعيم النماء العربي في مختلف مجالاته.
( 2 )_ الإنحياز المطلق لإسرائيل حيث توفر الإدارات الأميركية دعما شاملا سياسيا وعسكريا واقتصاديا لإسرائيل التي احتلت فلسطين، مقابل الاستخفاف بالحقوق العربية وفي مقدمتها الحقوق الفلسطينية.
( 3 )_ عدم جدية الإدارات الإميركية في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتراجعها الواضح عن خطط أميركية معلنة كتصورات للحل.
( 4 )_ الاستعلاء الصريح للثقافة الأميركية على الثقافة العربية الإسلامية ذات الخصوصية الدينية من خلال محاولة احتوائها وإحلال المنتج الفكري الإميركي المعولم كبديل لها، عبر التشكيك بمكونها الأساس الديني ببناء صور ذهنية سلبية بأن الإسلام منتج للمتطرفين والإرهاب، وأن الثقافة العربية سلفية رجعية غير قادرة على استيعاب ومواكبة التطور المادي التكنولوجي، كما لا تمتلك القيم الضامنة لحقوق الإنسان كالحرية والديموقراطية.
( 5 )_ العبث بالمكون الاجتماعي السياسي للأمة العربية عبر ما يعرف بالفوضى الخلاقة، في محاولة أميركية لخلق واقع جيو_ سياسي _ إجتماعي عربي جديد قائم على تقسيم المجزأ من خلال إحياء الصراع الإثني والطائفي والمذهبي بين مكونات الأمة العربية، وما يجري في العراق ودعم خفي لما يجري في لبنان مثال على ذلك.
( 5 )_ التعامل مع النظام السياسي العربي والمكونات السياسية العربية وفق معايير أميركية مسبقة ذات بعد قيمي، تتأسس على محوري ( الخير والشر) ( ومن ليس معنا فهو ضدنا ).
( 6)_ احتقار الإنسان العربي والحط من كرامته، وتشكل صور سجن أبو غريب، وسجن جوانتنامو واغتصاب المرأة العراقية ثم قتلها في المحمودية مثالا صارخا وواضحا، على صورة العربي المحتقرة في الذهنية السياسية للإدارة الأميركية.
محاور خطاب أوباما :
لقد اختار أوباما محاورخطابه بعناية فائقة بمساعدة معاونيه ومسشاريه ومن بينهم من أصل عربي.فمحاور الخطاب منبثقة من واقع المنطقة التي يخاطب شعوبها، وأيضا مرتبطة بقضاياها الأساسية والمصيرية.وهي كذلك تنبثق من معرفة حقيقية لأهمية المفاصل الحساسة التي تحكم وتضبط السلوك الاجتماعي السياسي للعربي والمسلم، إضافة إلى احتياجات المنطقة للتغيير.
أولا: البعد الديني في الخطاب :
انطلاقا من أن الموقف من الإسلام كان هو جوهر الصراع بين الشعوب العربية والإسلامية والإدارات الأمريكية ذات السياسات المعادية للعرب وثقافتهم الدينية، فإن أوباما كان مدركا للأبعاد الخطيرة السلبية الناجمة عن هذه المواقف، فكان لا بد من تصحيح الرؤيا الأميركية للدين الإسلامي وكذلك إزالة ما قاله أوباما سؤء الفهم من قبل العرب والمسلمين أنفسهم للمواقف الأميركية من الثقافة الأسلامية.وليتحقق ذلك فقد ارتكز الخطاب على مضامين دينية بارزة مستمدة من الديانات السماوية الثلاث الإسلامية المسيحية اليهودية، للبحث عن المشترك بين هذه الديانات.وأكثر من ذلك فقد اسشهد اوباما ليدلل على رؤيته بأيات قرأنية عديدة.لم يكن عبثيا أن حرص أوباما على رصد قيم دينية سامية من جوهر الإسلام كالتسامح واحترام الأخر والعدالة، واحترام حقوق الإنسان، اعترافا بسمو الدين الإسلامي، بل أكد أن الدين الإسلامي أثر كثيرا في المجتمع الأمريكي وأن المسلمين الأمريكيين لهم فضل كبير في الإسهام بالحضارة الأمريكية فنا وعلما وعمارة.هذا فضلا عن اعترافه بفضل الحضارة الإسلامية على الحخضارة الغربية لقرون عديدة لا سيما في العصور الوسطى.
ثانيا : البعد الديموقراطي :
إن حديث اوباما عن الديموقراطية وتطبيقها هو حديث فلسفي، حينما تحدث عن أن سماع صوت الشعب واحترام القانون هو أساس نظام الحكم، وأقر أن ثمة جدلا في العالم العربي حول هذه المنطلقات خاصة بعد احتلال بلاده للعراق.فالافت هنا أن أوباما أقر بأن اختيار شكل الديموقراطية ومرجعياتها تعود إلى ثقافة وتقاليد الأمة ذاتها التي هي بصدد تطبيق الديموقراطية، وليس مرجع ذلك ثقافة أمم أخرى، بتأكيده أن لا يحق لدولة ما ولا ينبغي لها أن تفرض نظام حكم على شعوب أخرى، كما أن الانتخابات ليست هي الفيصل الوحيد للتعبير عن واقع الديموقراطية. إذ أن خيار الشعب لطريقة حكمه ونوع هذا الحكم مادام محافظا على حقوق الإنسان ومحترما للقانون، هو الخيار الذي يعتد به، لأن " أميركا لا تفترض أنها تعلم ما هو أفضل شيء بالنسبة للجميع".إن رؤية أوباما لمفهوم الديموقراطية التي طرحها في خطابه، تشكل تراجعا عن الأيديولوجية الأمريكية لمفهوم الديموقراطية وتطبيقه ونشره بالقوة إن استلزم الأمر ذلك كما جرى استخدام ذلك كأحد المبررات لغزو العراق وأفغنستان.:
أوباما والديمقراطية
صحيفة الـ(وول ستريت جورنال) نشرت في افتتاحيتها اليوم مقالاً بعنوان "أوباما والديمقراطية"، تحدثت فيه عن بعض النقاط التي أثارها الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطابه إلى العالم الإسلامي من مصر الخميس الماضي
.
وأوردت الصحيفة عبارتين لأوباما؛ أولهما: أنه "ملتزم بدعم الحكومات التي تعكس إرادة الشعب"، والثانية: "دعمه لأحقية العيش كما اختارها الإنسان
".
وقالت: إن خطاب أوباما اعتبره الجمهور الإسلامي تحولاً إيجابيًّا في اتجاه الديمقراطية لتطبيقها في العالم الإسلامي، إلا أن الصحيفة تساءلت إذا كان أوباما يدعم الديمقراطية "فلماذا قررت إدارته خفض الدعم لتعزيز الديمقراطية في العالم؟
!".
واعترضت الصحيفة على هذا القرار، معتبرةً أن الولايات المتحدة تُنفق الكثير، بل وتزيد من معدلات الإنفاق في أمورٍ كثيرة أخرى ربما تكون أقل أهمية من دعم الدمقراطية
.
كما علَّقت الصحيفة على الزيارة التي قامت بها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى الصين؛ حيث أسقطت من حساباتها الحديث عن تدني مستوى الديمقراطية في الصين/ كما استأنفت الإدارة الأمريكية محادثاتها مع الكرملين والقيادة الروسية؛ للحدِّ من برامج الانتشار النووي والصاروخي، ولم تتحدث عن مستوى الديمقراطية المتدني في روسيا، وقمع روسيا للديمقراطيات المجاورة، في إشارةٍ إلى جورجيا


الخاتمة


خلاصة عامة تركيبية
:
إن خطاب باراك أوباما ومواجهته للثقافة العربية / الإسلامية مباشرة/ لا يندرج في سياق العلاقات العامة، أو محاولة أميركية خفية للإختراق العاطفي لوجدان الأمة العربية الإسلامية لمحاولة امتصاص ثورة غضب أو تصحيح مسار سياسي أو محاولة استقطابية للرأي العام العربي المنفك عن نظامه السياسي الرسمي المتحالف مع الإدارة الأميركية، بل هو مراجعة فكرية لفلسفة أميركية ظلت طوال ستين عاما تستعدي الثقافة العربية /الإسلامية في محاولة لتطويعها واحتوائها في إطار العولمة الأميركية.
( 1)_ إن خطاب أوباما هو خطاب تصالحي مع الذات الأمريكية يندرج في إطار المصلحة الأميركية أولا، فهو محاولة للبحث عن إجابة السؤال الأميركي المصاغ على لسان عديد المثقفين الأميركين ألا وهو : لماذا يكرهنا الأخرون ؟ فهذا الخطاب بداية بسيطة وخطوة صغيرة لصحوة أميركية للخروج من النفق المظلم للقيم المادية المستندة إلى القوة الاقتصادية والقوة العسكرية والاتصالية، إذ أنها فشلت كمعيار وحيد وحاسم لتحديد العلاقة مع الثقافات الأخرى، ويشكل الانكسار في العراق وأفغنستان حد الصدمة لإدراك هذه الحقيقة.فحرص أوباما التأكيد على فشل نظرية صراع الحضارات، هو اعتراف غير قابل للتشكيك أو التأويل، بفشل استعلاء الثقافة الغربية المسربة عبر رياح العولمة وفشل احتوائها للثقافات الأخرى، وكان إقراره صريحا بالاعتراف بفضل الحضارة الإسلامية على الحضارة الغربية.
( 2 )_ إن حرص أوباما على استخدام قيم من مثل _ الاحترام المتبادل، التعاون، المصالح المشتركة في خطابه للثقافة العربية / الإسلامية هو تأكيد على قوة قيم الثقافة العربية، وأن هذه القيم ذات العمق الروحي الأخلاقي لا تهزمها المكونات المادية للثقافة الأخرى.لأن الاحترام المتبادل والتعاون هو أساس تحقيق التوازن في العلاقات بين الناس.
( 3 )_ إن توظيف أوباما لمنطلقات دينية في خطابه كتدعيم هذا الخطاب بأيات قرائنية وأيات من الإنجيل، هو مراجعة فكرية أيديولوجية للفلسفة الأميركية في التعامل مع الأخر،وإدراك صريح من أن المكون الديني لدى الأخر لا يمكن تجاهله .
( 4 )_ إن حرص أوباما على التركيز على سماحة الدين الإسلامي واختيار أيات قرائنية تؤكد ذلك بل بدأه الخطاب بتحية الإسلام وهي السلام، هو اعتراف صريح بفشل أيديولوجية أميركية ظلت لسنوات عديدة تحاول إخراج الإسلام عن مضمونه وسياقه الثقافي الأخلاقي، بوسمه كدين منتج للإرهاب.فالسلام والإرهاب متناقضان فبما أنه دين سلام فرسالته وغايته هي كذلك.وهذا يعني اعتراف بأن القوة الاتصالية الإعلامية الأميركية غير قادرة على إخفاء الحقائق لدى الأخر وإن نجحت إلى حين.
( 5)_ إن مخاطبة أوباما للرأي العام العربي / الإسلامي مباشرة دون وسطاء أو قنوات حزبية أو ثقافية، هو مؤشر بين على فشل أذرع الأيديولجية الأميركية في المنطقة من أحزاب ليبرالية وعلمانية، من تحقيق أهدافها في إحداث انفكاك بين العربي / المسلم وثقافته.
( 6)_ إن أوباما في خطابه لم يتخل عن المصالح الأميركية في المنطقة العربية الإسلامية،
 
تعقيب
من خلال وجهة نظري الشخصية اعلم تمام العلم ان كل رئيس للولايات المتحدة الامريكية يفرض عليه سياسات يجب ان تطبق في الخارج من قبل مجلس الشيوخ والبنتاغون وبعض الضغوط من اللوبي اليهودي وذلك لبعض المصالح الاستراتيجية التى تؤثر في مكانتهم بين العالم اما عن سياسة بوش الابن كانت حقا قاسية في التعبيرات على الاسلام حتى انهم صوروا جميع المسلمين ارهابيون يشكلون خطر على العالم مع بعض التمثيليات المفبركة لكي يأخذوا الرأي العام الدولي في صفهم ولكن في الجانب الاخر اصبح التهكم على الاسلام شئ فارغ بالنسبة لمفكريهم الذين يبحثون عن الحق وايضا اثبت بعض المسلمين سماحة الاسلام حتى بدأ الرأي العام ينقلب ضدهم فمثلوا لنا شخصية المهدي المنتظر الذي سوف يحل لنا مشكلاتنا حتى انه سوف يطعمنا بنفسه وهو باراك اوباما مع التطبيل والتهليل له لانه من اصول اسلامية وهنا الخدعة الكبيرة لعبوا على وتر الدين لكي يضمنوا ان نغمض اعيوننا ونمشي وراءهم فأشاد اوباما بالاسلام ومحبته له حتى انه استشهد بأيات القراءن الكريم لكي يصبح كل كلامه وعود فارغة لتهدئة الوضع وكسب ثقة العالم ولكن ما سئلنا انفسنا لماذا خصنا نحن بهذا الحديث ان حقيقة الامر هذا الخطاب يدخل في دائرة اللعبة القذرة التي بنيت على الخداع
حتى ان صحفي يتخيل حوار مع اوباما فيسأل الصحفي عن مستقبلنا فيرد اوباما ويقول لن يأتي التغيير في حياتكم من واشنطن بل من داخلكم وأنفسكم ألم يذكر قرانكم ( إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم)؟ لم لا تتبعون هذه الآية وتصلحون حالكم؟لديكم مثل هذا القرآن ومثل هذا الدين ثم تتوقعون من لقيط مثلي أن يصلح امركم وأحوالكم عجباً لكم عجباً
!!!
الصحفي: يعني إذا أصبحت رئيساً ستنتظرنا أيام سوداء مثل وجهك
اوباما: مثل وجهي وقلبي وروحي كله أسود بأسود
!

المراجع

كتاب: المخفي والمعلن في الخطاب الامريكي تأليف د:ادريس مقبول
دار النشر :منشورات الزمن الرباط سنة النشر 2007
دراسة تحليلية بعنوان :الابعاد السياسية لخطاب اوباما في القاهرة اعداد د:سعيد عياد
Www.neelwafurat.com
مقالة "هل هناك فرق بين اوباما و بوش الابن" مركز الدراسات الاشتراكية مصر
12.7.2010
20.6.2010
بقلم عاطف شحات
مقالة "نرفض خطاب بوش ونناقش مضمونه " جريدة الشرق الاوسط
15.9.2003
www.aawsat.com
مقالة "اوباما والديمقراطية " صحيفة وول ستريت جورنال
7.6.2009
www.aljazeera.net
 

ولكن هل يمكن القول إن الهدف العام من الخطاب هو تصحيح العلاقة بين المسلمين والولايات المتحدة أم دعوة صريحة للمسلمين ومنهم العرب لتفهم أميركا
في إقناع العرب والمسلمين بتخلي الثقافة الأميركية عن عدائها للثقافة العربية الإسلامية ؟
هل ثمة مبالغة في وصف الصراع بين الولايات المتحدة من جهة والأمة العربية الإسلامية من جهة أخرى بأنه صراع ثقافي ؟
إن ال في محاولة ليصلح ما أفسده سلفه وليصلح أيضا

يستمد كتاب (المخفي والمُعلن في الخطاب الأمريكي) أهميته من كونه ينتمي لمجموعة مقاربات فكرية عربية نادرة, حاول معدوها توظيف المناهج اللسانية المعاصرة من أجل إماطة اللثام عن تقنيات الزيف والخداع التي ينطوي عليها الخطاب الأمريكي الراهن، فمن خلال سطور هذا الكتاب الصادر في الدار البيضاء عن منشورات الزمن، يُقدم الدكتور إدريس مقبول عضو الجمعية المغربية للبحث العلمي مادة ابستمولوجية مميزة اعتمدت إبان تشريحها للمخفي والمُعلن في الخطاب الأمريكي على وقفات تحليلية رصينة فيما يلي عرضاً مقتضباً لأهم مضامينها :أولاً : تفكيك النص الثقافي الأمريكي :في بداية هذا المحور يؤكد المؤلف على أن الأدبيات التداولية التي اشتغلت على الخطاب بأنواعه خلصت إلى أن النص بات "أحد أرقى المساحات المملوءة بالمعنى وأكثرها ملاءمة اليوم للتفتيش عن الدلالة في سيرورتها واستمراريتها، وفي أحيان أخرى في تقطعها وفجواتها التي تعكس جدلية الخفاء والتجلي".ومن خلال تأصيله النظري لموضوع النص الثقافي الأمريكي يُعرّف الدكتور إدريس مقبول ما يسمى بالنص الثقافي الآخر على أنه نص يجسد في عمقه النظري "جماع المواقف والأحكام التي ينسجها جسم ثقافي في الحاضر، من غير أن تعني الانقطاع عن الماضي باعتباره التربة التي هيأت لتجذر الفعل الثقافي ونموه، ومن غير أن تعني الانحجاب عن المستقبل باعتباره الفضاء الذي ترتفع فيه أغصان الحاضر".ومن خلال تفكيكه للنص الثقافي الأمريكي يرصد المؤلف جملة من السمات والعلامات التي تميز ذلك النص ومنها على سبيل الذكر لا الحصر مجموعة السمات والعلامات التالية :أ. إن للنص الثقافي الأمريكي ملمح ظاهر وملمح باطن، ففي "الظاهر يمكن أن يأخذك بريق الديمقراطية والإبداع والسعي الحثيث لبناء مجتمع قوي ومدنية متقدمة، في الظاهر تخطيط مسبق للأحداث وتوقع للنتائج، وفي الباطن يتوارى العنف والميز العنصري والكراهية والأخلاق الصهيونية والأطماع الاجتماعية والبرامج الإنسانية والبيئية وفي الباطن هناك الفردانيات التي تجعل الإنسان يعيش فيما يشبه القبو المظلم، وهناك التدمير المركز والمقصود لمعطيات البيئة والموارد الطبيعية، هناك التسابق المحموم لاستنزاف الأرض وتهويد العالم وتجريف البحر واحتلال السماء".ب. ينتمي النص الثقافي الأمريكي لنمط نص ليّن "تتوسل فيه الثقافة المتسلطة باللطف في توصيل خطابها عبر آليات الهيمنة الإعلامية التي تتحكم في الفضائيات ومصادر المعلومة وتسبق إلى تصدير اللذة وصنوف المواد الاستهلاكية التي تقطع الإنسان عن حقيقته ورسالته وبالتالي كينونته".ج. يرتكز النص الثقافي الأمريكي في بناء آلياته الحجاجية " على آلية التضليل والمغالطة المستندة إلى الصورة والمعلومة المركبة تركيباً تزييفياً، يدفع لنشوء تصورات بعيدة عن الحقيقة والتباسات لا ترتفع بسبب الهيمنة على مصادر المعلومة".د. إن النص الثقافي الأمريكي الموجود اليوم يعد نص غير مسبوق باعتباره نصاً يتميز بملامح عولمية جعلته حاضراً في مختلف أرجاء العالم، وهو الأمر الذي يثير توجس وخوف الأطراف المختلفة معه، يقول الدكتور إدريس مقبول في الفصل الأول من الكتاب : "إن هذا الواقع هو عين ما نسميه

الخلفية الثقافية لكل من خطاب بوش و اوباما
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق